اليوم الثامن بعد احتلال المبنى. العمل ما زال مستمرا لتحضير المبنى للسكن بعد اسبوع من الاجتماعات وتأمين المواد والعمل على أمان المكان وتحضير الشقق وتصليح ووصل الكهرباء والمياه... الخ. ما زال امامنا الكثير الكثير، لكن فرحة المكان الجديد وتخطي الصعاب والمعضلات كفريق تطغى على التعب والارهاق. مهلا ولكن كيف تم الدخول الى المبنى؟ فلنعود في الزمن حوالي اسبوع.
بعد التقرير على مبنى يتوافى مع متطلبات المجموعة والتقرير على موعد الدخول،انقسم فريق العمل الى مجموعتين. مجموعة تتولى التخطيط للدخول وتنفيذه، ومجموعة تنظم وتتولى الدعم الخارجي من دعم قانوني وتأمين المأكل والمشرب ووصوله للفريق في داخل المنزل كما تأمين المواد والادوات التي قد تلزم وايضاالتعامل مع الجيران والشرطة. بعد اتمام التحضيرات توجهنافي مجموعة الدخول الى احد المنازل للراحة ومناقشة بعض التفاصيل النهائية. عشاء سريع عمت عليه مشاعر قوية بين الاثارة والتوتر . لقد اقترب الموعد، ففي خلال ساعات قليلة سنقوم بعملية الاقتحام. الخطة تضمنت التالي، الدخول الى المبنى المجاور وصعود الطوابق الخمس الى السطح. من سطح الجيران الانتقال الى سطح بيتنا المستقبلي، فتح الباب الى الدرج، الدخول وثم تدعيم الباب جيدا لصد اي محاولة اقتحام من قبل الشرطة. ست اشخاص، بكل عتادهن، والاهم عدم اثارة اي ضجة والا المخاطرة بفشل العملية والقاء القبض علينا. كل هذا جعلنا نتأرجح بين الاثارة والقلق. حاولنا النوم قليلا بعد مراجعة حقائب ظهرنا والتأكد من فهمنا للخطة ودور كل منا، ولكن الاثارة والترقب حالا دون النوم العميق. الساعة الرابعة والنصف فجرا، صوت المنبه المزعج، تململ في السرير ونهوض لتناول قهوة سريعة ثم التوجه الى البيت الموعود.
في ساحة قريبة من البنى وتحت غطاء الفجر والبرد الاوروبي القارس،تم الالتقاء ببعض عضوات فريق الدعم الخارجي، تعليمات، قبل، ابتسامات وكلمات داعمة، ثم المزيد من التعليمات والقبل. بدءنا السير باتجاه المبنى، وانتظرنا بقربه اشارة فريق الدعم الخارجي عند خلو الشارع من الشرطة والناس. بعد حوالي العشر دقائق وصلت الاشارة وبدأت ناتي تسير اولا كونها من سيتعامل مع باب المبنى المجاور لفتحه، انا وجوردي وايتاي نسير خلفها كوننا من سيرافقها في صعود الدرج والوصول الى المبنى المجاور مهما حدث. ساندرا وماري-تريني يسيران خلفنا وقد توكلن التكلم والهاء اي جار او جارة قد يعترض سبيلنا ونحن نمر بمبناهم. ناتي تفتح الباب، الباب يصدر ضجة تكاد ان تصيبنا بنوبة قلبية. اللعنة سيستيقظ كل ساكني البناية ويضبطونا بالجرم المشهود. صمت، تبادل نظرات سريع ثم ندخل جميعا الى المبنى، جرعة الادرينالين الزائدة في اجسامنا تومي الينا ببدء التنفيذ. اربعة اشخاص يصعدن بتركيز واصرار على الوصول بهدوء وبسرعة الى السطح حيث ينتظرنا بابان ومحاولة فتحهم، بينما ساندرا وماري-تريني يرافقونا صعودا وتركيزا على مراقبة ابواب الشقق التي نمر امامها. نصل الى السطح بعد فتح الباب الاول، نقفز الى سطح بيتنا ونتوجه لفتح بابه، فتح الباب، الدخول، اغلاق الباب وتدعيمه بكل ما وجدنا امامنا، ثم الاتصال بمجموعة الدعم الخارجي لاعلان نجاح العملية بدون اي مشاكل او علم احد الجيران. لحظة فرح عارمة وقبل تتطاير في المبنى المهجور والمظلم، فرح صامت وضحكات هامسة لتفادي ايقاظ الجيران. يجب الحفاظ على السرية التامة حتى الصباح ووصول الجميع الى الشارع للتعامل مع الشرطة بعد اعلان الاحتلال. كما يجب الانتظار بصمت وبسرية حتى تدعيم كل المداخل والنوافذ. فجر مليء بالاثارة، التفتل بالبيت الجديد، فتح الابواب بهدوء وحرص تامين ولكن بلهفة، البدء بتخيل حياتنا المقبلة في هذا البيت، المشاريع، الاحلام، النكات، المؤامرات...
بعد التقرير على مبنى يتوافى مع متطلبات المجموعة والتقرير على موعد الدخول،انقسم فريق العمل الى مجموعتين. مجموعة تتولى التخطيط للدخول وتنفيذه، ومجموعة تنظم وتتولى الدعم الخارجي من دعم قانوني وتأمين المأكل والمشرب ووصوله للفريق في داخل المنزل كما تأمين المواد والادوات التي قد تلزم وايضاالتعامل مع الجيران والشرطة. بعد اتمام التحضيرات توجهنافي مجموعة الدخول الى احد المنازل للراحة ومناقشة بعض التفاصيل النهائية. عشاء سريع عمت عليه مشاعر قوية بين الاثارة والتوتر . لقد اقترب الموعد، ففي خلال ساعات قليلة سنقوم بعملية الاقتحام. الخطة تضمنت التالي، الدخول الى المبنى المجاور وصعود الطوابق الخمس الى السطح. من سطح الجيران الانتقال الى سطح بيتنا المستقبلي، فتح الباب الى الدرج، الدخول وثم تدعيم الباب جيدا لصد اي محاولة اقتحام من قبل الشرطة. ست اشخاص، بكل عتادهن، والاهم عدم اثارة اي ضجة والا المخاطرة بفشل العملية والقاء القبض علينا. كل هذا جعلنا نتأرجح بين الاثارة والقلق. حاولنا النوم قليلا بعد مراجعة حقائب ظهرنا والتأكد من فهمنا للخطة ودور كل منا، ولكن الاثارة والترقب حالا دون النوم العميق. الساعة الرابعة والنصف فجرا، صوت المنبه المزعج، تململ في السرير ونهوض لتناول قهوة سريعة ثم التوجه الى البيت الموعود.
مركز "لا كاربونيرّية" المحتل منذ اكثر من سنتين وفوقه شقق السكن |
في ساحة قريبة من البنى وتحت غطاء الفجر والبرد الاوروبي القارس،تم الالتقاء ببعض عضوات فريق الدعم الخارجي، تعليمات، قبل، ابتسامات وكلمات داعمة، ثم المزيد من التعليمات والقبل. بدءنا السير باتجاه المبنى، وانتظرنا بقربه اشارة فريق الدعم الخارجي عند خلو الشارع من الشرطة والناس. بعد حوالي العشر دقائق وصلت الاشارة وبدأت ناتي تسير اولا كونها من سيتعامل مع باب المبنى المجاور لفتحه، انا وجوردي وايتاي نسير خلفها كوننا من سيرافقها في صعود الدرج والوصول الى المبنى المجاور مهما حدث. ساندرا وماري-تريني يسيران خلفنا وقد توكلن التكلم والهاء اي جار او جارة قد يعترض سبيلنا ونحن نمر بمبناهم. ناتي تفتح الباب، الباب يصدر ضجة تكاد ان تصيبنا بنوبة قلبية. اللعنة سيستيقظ كل ساكني البناية ويضبطونا بالجرم المشهود. صمت، تبادل نظرات سريع ثم ندخل جميعا الى المبنى، جرعة الادرينالين الزائدة في اجسامنا تومي الينا ببدء التنفيذ. اربعة اشخاص يصعدن بتركيز واصرار على الوصول بهدوء وبسرعة الى السطح حيث ينتظرنا بابان ومحاولة فتحهم، بينما ساندرا وماري-تريني يرافقونا صعودا وتركيزا على مراقبة ابواب الشقق التي نمر امامها. نصل الى السطح بعد فتح الباب الاول، نقفز الى سطح بيتنا ونتوجه لفتح بابه، فتح الباب، الدخول، اغلاق الباب وتدعيمه بكل ما وجدنا امامنا، ثم الاتصال بمجموعة الدعم الخارجي لاعلان نجاح العملية بدون اي مشاكل او علم احد الجيران. لحظة فرح عارمة وقبل تتطاير في المبنى المهجور والمظلم، فرح صامت وضحكات هامسة لتفادي ايقاظ الجيران. يجب الحفاظ على السرية التامة حتى الصباح ووصول الجميع الى الشارع للتعامل مع الشرطة بعد اعلان الاحتلال. كما يجب الانتظار بصمت وبسرية حتى تدعيم كل المداخل والنوافذ. فجر مليء بالاثارة، التفتل بالبيت الجديد، فتح الابواب بهدوء وحرص تامين ولكن بلهفة، البدء بتخيل حياتنا المقبلة في هذا البيت، المشاريع، الاحلام، النكات، المؤامرات...