الثلاثاء، 2 فبراير 2010

ليس بالخبز وحده

استغرب الرأي العام السائد تجاه ممارسة الجنس مع الذات، او ما يسمى بالعادة السرية او الاستمناء. حتى في الاوساط "المتحررة" التي قد يتم الاعلان فيها بفخر عن ممارسة الجنس مع اشخاص آخرين/ات، لا تتمتع هذه الممارسة باي اهتمام اجتماعي غير السخرية او النكات. تتنوع الاراء عادة بين المنع الديني (الإصابة بالعمى، نبوت الشعر في كف اليد، قلة الحيلة، اهدار نعمة الله...الخ) والسخرية الاجتماعية او الخجل الصامت. لماذا؟

لماذا نسمع اجتماعيا ان احد/احدى معارفنا مارس/ت الجنس مع شخص آخر ولا نسمع احدا يقول ولا تقول ان البارحة مارست الجنس مع نفسي وكانت يدي رائعة في ملامستي ورفعي الى النشوة الجنسية؟

لن ادخل في المنع الديني، اولا لانني ملحد، وثانيا لان لو ما يقولونه صحيح لكنت اقل الناس قدرة على الرؤية بعيني ولكان شعر رابونزل يتدلى من يدي كلما مددتها لمصافحة احد. ما يهمني هما  السخرية والخجل الاجتماعيين، فارى انهما يرتبطان بالخجل من عدم امتلاك شريك/ة وبإعتبار ان مضاجعة الذات ما هي الا تعويض عن الحرمان من العشيق والعشيقة وبالتالي تعبير عن فشلنا في ملاقاة توأم الروح. هذا دون ان ننسى الذنب الديني المزروع داخلنا بغض النظر عن علاقاتنا الحالية مع الله.


نتكلم جميعا عن السلام الداخلي وعن احترام الذات، بينما نسخر من مصالحتنا الجنسية مع ذاتنا.
ننسى ونتناسى اننا لن نجد من يعرف جسدنا مثلنا، اننا لن نجد من يطلق العنان لشهواتنا مثلنا، ان المضاجعة الاولى ليست مع الشريك او الشريكة الاوائل بل مع اصابعنا وايادينا.

يتذكر بعض الناس الليلة الاولى، ليلة الدخلة وفقدان العذرية، وننسى ان من اعطانا اللذة الاولى والرعشة الاولى كنا نحن انفسنا. لا نتكلم عن الموضوع رغم اننا نمارس الجنس مع انفسنا بدون توقف على طول الحياة، ونكون نحن عشاق انفسنا الاوائل والاكثر استمرارية... والاكثر خبرة في معظم الاحيان. اما اذا توقفنا عن ذلك فنحن نخسر جزء مهما من حياتنا الجنسية، لا التعويض عن الشريك/ة بل جزء آخر لا يتجزء من الحياة الجنسية. الطعام لا يغني عن شرب الماء كما ان الماء لا يغني عن الطعام، فليس بالخبز وحده يحيا وتحيا الانسان. وحتى في وجود الشريك او الشريكة لا تقل مضاجعة الذات اهمية، بل على العكس، ان مضاجعتنا لانفسنا امام الشريك او الشريكة قد توصلنا الى رعشات رائعة وعلاقة اروع مع جسدنا وجسد الشريك/ة الذي قد يتعلم/تتعلم عن ما نحب ونشتهي في السرير او على درج البناية.

آن الاوان لان نخرج كلنا من الخزانة بغض النظر عن هوياتنا الجنسية، ونعلن على الملأ اننا نمارس الجنس مع انفسنا، اننا لا نشعر لا بالذنب ولا بالخجل ولا بالسخافة اذا ما ضاجعنا انفسنا، لا بل على العكس، نعشق اجسادنا وملمسها، نمارس الحب والجنس والشهوة والشغف مع انفسنا، نرتعش على وقع ايدينا، نرتجف تحت تأثير رائحتنا وتقرع قلوبنا وتزقزق معداتنا عندما نتعرى امام المرآة ونتأمل اجسادنا رافضين ورافضات لهيمنة الصورة الجمالية السائدة. نتأمل اجسادنا بحب وباحترام ينبع من معاملتنا لانفسنا كما نستحق. آن الاوان ان نقف من على مائدة الغذاء في المطعم ونقول لاصحابنا، عذرا، انا مهتاج/ة، ساتوجه الى الحمام  لامارس الجنس مع نفسي... ثم نعود الى الطاولة مشرقين ومشرقات، متوهجين ومتوهجات من الرعشة الجنسية... تعلو وجوهنا ابتسامة الرضى وتنضح خدودنا بحمرة الاثارة... همم لذيذة هذه السلطة، عفوا هل لي بكوب من الماء البارد لو سمحت!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

المنطق الذي يجرم\يحرم أي ممارسة جنس-إجتماعية لاترفد الديمومة العائلية الإنجابية هو عينه الذي يستخف ويصم العادة السرية كممارسة تقع خارج حدود "الطبيعة" المحددة عنفياً من قبل المؤسسة الدينية-السياسية-الثقافية-الإجتماعية المتسلطة. وسريتها دلالة على مكنون العار الذي يفعل ويستولد النظام القيمي القروسطي كألية تحيا بنحر أفراد خارجون.
سامي