“
الكوير" كلمة انكليزية تعني غريب/ة الاطوار او الخارج/ة عن المألوف.. أي من شذ عن القاعدة، كانت (وما زالت) تستعمل كإهانة لكل ما شذ عن قواعد المجتمع المشتهي للآخر وبالأخص ضد المثليين/ات والمتحولين/ات جنسيا او جندريا. ولكن مع الوقت شاع إستعمالها كمظلة لهويات وممارسات جنسية وجندرية لا تنضوي تحت المفهوم السائد للعلاقة المشتهية للجنس الآخر والمبنية على ثنائية الجندر.
تم الإستحواذ على إهانة "كوير" وتحويلها الى هوية وحركة ونظرية تحمل في طياتها عصيانا جندريا وجنسيا لهيكلية المجتمع المشتهي للآخر. لم تكن ككلمة "gay” الإيجابية المعنى والتي تحولت الى حركة انهزامية مستعدة لفعل اي شيئ مقابل التقبل الاجتماعي، حركة رازحة تحت نير الاستهلاك الرأسمالي والتشبه الى حد السخافة بالمجتمع المشتهي للاخر الثنائي الجندر. “الكوير" حملت تعريفا يتعدى الممارسة الجنسية، فتضمنت ايضا المشتهين/ات للجنس الاخر ذوات الممارسات الجنسية و/او العاطفية المهمشة والمنبوذة اجتماعيا مثل الساديين/ات والمازوشيين/ات ومتلاعبي/ات الجندر (transvestites) ومزدوجي/ات الجنس (intersex) وممارسي العلاقات المفتوحة... الخ. لم تناضل حركة "الكوير" ،بمعظمها، من اجل الزواج ولا الانتساب الى الجيش كمبادئ للمساوة، بل على العكس شددت على الاختلاف واللا-إنضواء تحت رايات المجتمع المسيطر فجاءت حركة متمردة تبحث عن مكانها ووجودها دون الحاجة الى استنساخ قوالب اجتماعية ابوية.
ان اهم ما تنادي به هذه الحركة هو مرونة الهوية وتتطورها المستمر، فهنا الهوية تصبح تجربة حياتية خاصة لا يحددها الا مالك او مالكة الجسد، الانسان نفسه او نفسها ولا تخضع لاي قيود مسقطة من قبل الطبقة الجندرية الحاكمة. من هذا العصيان الجندري والجنسي نشأ تضامن بين هويات خسرت الكثير في مواجهة حركة الـ "gay” الرأسمالية التي لم تتأخر في تسليم السلاح والركوع طالبة الإنضمام الى المجتمع الابوي، فكان رهاب المخنثيين "Sissy-phobia” داخل الحركة واعضائها بسبب "عدم إعطائهم صورة اجتماعية جيدة"، كما رفض عاملي وعاملات الجنس لانهم/ن "لا يتمتعون بالأخلاق اللازمة"، كما تهميش كبير للمثليات والمتحولين/ات جنسيا وجندريا وبالتالي الوقوع في فخ التمييز الجنسي وتقبل الفروق والتسهيلات المقدمة اجتماعيا واقتصاديا للرجل... سي السيد.