البارحة - الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، إحدى حانات برشلونة في شارع
مخفي لا تطأه اقدام السياح المزعجة. حانة صغيرة جدا ومعروفة في اوساط
الشاذات والشاذين الناشطين/ات سياسيا. الازدحام لا يطاق، قهقهة وموسيقى
عالية تثير توتري. اينارا صديقتي المقربة ترمي بثقل جسمها الممتلئ علي
بسبب ضيق وازدحام المكان بينما تداعب ثدي احدى الفتيات غير عابئة باصراري
على ازالة كوعها الغارز في لحم فخذي. دافيد، ثالث الثلاثي المرح، يجلس الى
جنبنا وفي يده سيجارة الحشيشة كعادته ينظر الى الشباب الجدد لاختيار طبقه
اليومي، غرام نهاره.
بينما اهم بالنهوض لتنشق بعض الهواء في الخارج دافشا اينارا للمرة الثانية ولكن باصرار اكبر اسمع صوتها يفور بغضب ويتخبط فوق الموسيقى العالية والقهقهة. التفت اليها ويقترب دافيد منا بينما اينارا تعتلي كرسيها صارخة ان الفتاة التي كانت تقبلها ما هي الا "موظفة" في احدى السجون النسائية برتبة... سجانة!تتسارع الامور وتبدأ الفتاة بكيل الشتائم وينضم اليها اصدقاؤها بينما الناس من حولنا تشاهد وتسمع. يقترب منا بعض الاصدقاء ونبدأ جميعا بمطالبة الفتاة – السجانة - مغادرة المكان فورا. السجانة ترفض المغادرة. صراخ. شتائم. تدفيش. تسارع الامور. اهانات. هتافات ضد الدولة وسجانيها ونظام السجون عموما. تدخل صاحب الحانة لتهدأة الوضع. صراخ. اهانات.
توقف المشهد! انتقال الكاميرا الى مطبخ منزل غلام.
دافيد مرتميا في حضني وماريا صديقتنا في حضنه، كلنا على الكنبة بينما أينارا تقف في وسط المطبخ وفي يدها كأس بيرة، اما نورا فتجلس على الكرسي المقابل. أينارا ما زالت ترقص غضبا صارخة بنا كل ما في داخلها ضد الدولة والسجون والشرطة واصحاب الحانات وكل من يشد على مشدهم. نحاول تهدأتها ولكننا نفشل مرة بعد اخرى ربما لان غضبنا كان اشد واقوى من محاولاتنا تحسين مزاجها. كنا غاضبات لان احداهن – السجانة - تصرفت على اساس اننا ننتمي الى بعضنا (نحن وهي) بسبب هويتنا الجنسية. لا بل ظنت ان كونها تحتل درجة سفلى من السلم الوظيفي فهذا يجعلها من ... الطبقة العاملة!!! من صفوفنا!!! توالت النقاشات والتحليلات بينما أينارا تثور غضبا وتتلوى قرفا لانها امضت ساعة في احضان السجانة تداعبها وتقبلها. أينارا تبصق وتطهر فمها بالبيرة. تسألنا كيف ستواجه الفونسو نهار الاثنين المقبل في زيارتها له داخل السجن! نطمأنها انه سيضحك وسيسخر منها. تبتسم، ثم تفور غضبا شاتمة كل ما على هذه الارض من انظمة قمعية وعملاء وعميلات، ولا يهدء روعها الا فكرة ماريا بالنزول فورا الى الشارع لتفريغ الغضب على حيطان المدينة! تغيير الملابس، قنينة نبيذ احمر وثلاث قناني رشاشة بالوان مختلفة، خمسة صديقات وحيطان مدينة لا تعد ولا تحصى.
بينما اهم بالنهوض لتنشق بعض الهواء في الخارج دافشا اينارا للمرة الثانية ولكن باصرار اكبر اسمع صوتها يفور بغضب ويتخبط فوق الموسيقى العالية والقهقهة. التفت اليها ويقترب دافيد منا بينما اينارا تعتلي كرسيها صارخة ان الفتاة التي كانت تقبلها ما هي الا "موظفة" في احدى السجون النسائية برتبة... سجانة!تتسارع الامور وتبدأ الفتاة بكيل الشتائم وينضم اليها اصدقاؤها بينما الناس من حولنا تشاهد وتسمع. يقترب منا بعض الاصدقاء ونبدأ جميعا بمطالبة الفتاة – السجانة - مغادرة المكان فورا. السجانة ترفض المغادرة. صراخ. شتائم. تدفيش. تسارع الامور. اهانات. هتافات ضد الدولة وسجانيها ونظام السجون عموما. تدخل صاحب الحانة لتهدأة الوضع. صراخ. اهانات.
توقف المشهد! انتقال الكاميرا الى مطبخ منزل غلام.
دافيد مرتميا في حضني وماريا صديقتنا في حضنه، كلنا على الكنبة بينما أينارا تقف في وسط المطبخ وفي يدها كأس بيرة، اما نورا فتجلس على الكرسي المقابل. أينارا ما زالت ترقص غضبا صارخة بنا كل ما في داخلها ضد الدولة والسجون والشرطة واصحاب الحانات وكل من يشد على مشدهم. نحاول تهدأتها ولكننا نفشل مرة بعد اخرى ربما لان غضبنا كان اشد واقوى من محاولاتنا تحسين مزاجها. كنا غاضبات لان احداهن – السجانة - تصرفت على اساس اننا ننتمي الى بعضنا (نحن وهي) بسبب هويتنا الجنسية. لا بل ظنت ان كونها تحتل درجة سفلى من السلم الوظيفي فهذا يجعلها من ... الطبقة العاملة!!! من صفوفنا!!! توالت النقاشات والتحليلات بينما أينارا تثور غضبا وتتلوى قرفا لانها امضت ساعة في احضان السجانة تداعبها وتقبلها. أينارا تبصق وتطهر فمها بالبيرة. تسألنا كيف ستواجه الفونسو نهار الاثنين المقبل في زيارتها له داخل السجن! نطمأنها انه سيضحك وسيسخر منها. تبتسم، ثم تفور غضبا شاتمة كل ما على هذه الارض من انظمة قمعية وعملاء وعميلات، ولا يهدء روعها الا فكرة ماريا بالنزول فورا الى الشارع لتفريغ الغضب على حيطان المدينة! تغيير الملابس، قنينة نبيذ احمر وثلاث قناني رشاشة بالوان مختلفة، خمسة صديقات وحيطان مدينة لا تعد ولا تحصى.