الثلاثاء، 26 يناير 2010

المثلية، امر طبيعي ام لا؟

 


بصراحة لا يهمني! وبصراحة اكبر، لو كانت غير طبيعية لما تغير موقفي ولا تراجعت عن مص القضيب.

مثلا الاجهاض ليس "طبيعيا" ولكنني ادعم حرية المرأة بتقرير مصير حملها بدون قيود او شروط. التوالد هو امر "طبيعي" وعلى الرغم من ذلك انا ادعم حرية الاشخاص بممارسة الجنس بهدف التوالد او بعدمه. الزواج ليس "طبيعيا" وعلى الرغم من شذوذي عن الـ "الطبيعي" فأنا ضد هذه المؤسسة. “الطبيعي" و"المخالف للطبيعة" ليست المعايير التي اعتمدها في حياتي. ان ما هو "طبيعي" قرره المجتمع الابوي والذكوري، شأنه شأن القانون. وكما لا احترم قانون الدولة بدون نظرة نقدية وتحليلية، لا اعترف بـ"الطبيعي" وبالتالي لا يهمني.

لا امانع ان يمضي بعض المثليين والمثلييات الوقت بمناقشة الطبيعة ومخالفاتها. لا امانع لانه وقتهم/ن وليس وقتي. ولكن عندما تأخذ "الطبيعة" المركز الاول في لائحة نضال الحركات المثلية، اتململ في سريري.

في هذه "الطبيعة" الذكورية الابوية الدينية، عاملات وعاملي الجنس يخرجون عن "الطبيعة"، كما يفعل المخنثين والمسترجلات والبشعين والبدينات والفقراء ومن هن/م من ذوات البشرة الغير بيضاء. ولهذا لا يهمني ان احصل على شهادة الطبيعي وخصوصا اذا كان الثمن انتمائي الى طبقة اجتماعية اقتصادية ثقافية لا تمت الي بصلة غير العداوة.


يتمتع لبنان بسمعة طيبة في اوساط المثليين والمثليات عالميا كونه من الدول العربية القليلة التي "تتمتع" بنوادي ليلية وبارات للمثليين والمثليات، ولكن تكفي مراقبة الاسعار في هذه الاماكن والتكلم مع اصحابها لمعرفة سبب ارتفاعها حتى نرى انها ليست للمثليين والمثليات عموما وبدون تمييز. البعض يقول "حماية لزبائننا" وكأن من لا يستطيع الدفع هم الوحيدين المصابين برهاب المثلية، ام ان المثليين والمثليات الغير متمتعين بالقدرة الشرائية هم تهديد لأقرانهم الجنسيين؟ اما البعض الآخر فيعلل ارتفاع الاسعار بـ "نوعية المكان والتقديمات" وكأن "طبيعة" وتطبيع الهوية الجنسية والجندرية بحاجة الى افخم الاطباق واغلى المشروبات وارفع الخدمات. هذا اذا نسينا ان كل هذه الاماكن لا تسمح بممارسة الهوية المثلية بحرية بل تحدها حسب القوانين والقيم السائدة للمجتمع المشتهي للآخر، بكلام آخر بحسب "الطبيعة". وتقوم هذه الاماكن بدور نفسي في السماح للمثليين والمثليات التشبه بالمجتمع المشتهي للآخر.. التشبه بـ"الطبيعة" ولذا يتم رفض كل من لا يقع تحت تعريف "الطبيعي" الا إذا توافرت لديهن ولديهم القدرة الشرائية ... ولكن ليس دوما وليس بدون شروط قد تكون قاسية جدا مقارنة مع انعدام الشروط المفروضة على المثلي الرجولي التصرف.

وتتعدى "الطبيعة" اماكن السهر لتحتل مكانا مهما في علاقاتنا الجنسية، وتتحول الى لغة جسدية واجتماعية تسيطر على تصرفاتنا كلنا وتستنفر حتى المثليين والمثليات "الطبيعين" للتأكيد اننا لسنا جميعا "هكذا". وايضا لتبرهن اننا المثليين والمثليات قادرات وقادرين على الانضواء في هذا المجتمع والعالم وعلى اننا "طبيعيات" قادرين على ان نتصرف مثلكم يا مشتهي الجنس الآخر، "انظروا، انظروا الي، انا طبيعي وقادر على التصفيق بقدمي مثلكم...ايضا استطيع ان اقفز عبر الدوائر المشتعلة"

كل هذا دون ان نتذكر ان الغراب الذي حاول تقليد مشية الطاووس، اضاع مشيته وكسر رقبته. بالشفاء العاجل يا اقراني المثليين والمثليات "الطبيعيين"

هناك تعليقان (2):

غريب يقول...

مع قلة كتاباتك


لكني استمتع بقراءتها كثيرا ويعجبني اراءك وطريقة تفكيرك

ايه صحيح قالولي انو لبنان غالية وطبعا بشكل طبيعي توقعت بارات المثلين الغير طبيعين خخخ راح تكون بعد غالية


على فكرة اتفق معاك على اول معلومة لووووول
وانا بعد ما راح اتراجع خخخ




بتمنى للمثلين الطبيعين الشفاء العاجل من طبيعتهم واللحاق بركب الغير طبيعين

NewRise7 يقول...

بتمنى منك تقبل زيارتي الاولى لمدونتك
واني اضم صوتي لصوتك..وادعوك لزيارة مدونتي..
دمت بود